Wednesday, April 24, 2019

إيمون متقاعد الآن ويعيش قرب مانشستر

تحدث إيمون مع اتحاد الكرة، وفي 22 نوفمبر/تشرين ثاني عام 1976 تسلم تلغرافا من لندن كان موقعا باسم جيمي هيل رئيس الاتحاد السعودي الجديد. وكان وقتها جيمي هيل من أشهر الأسماء في عالم كرة القدم الإنجليزية.
كانت قيمة عقد جيمي هيل في السعودية 25 مليون جنيه استرليني. ومن غير المعروف حجم نصيبه ونجله دونكان (تم توظيفه في السعودية أيضا) من هذا العقد، ولكنه بالتأكيد كان أكبر من أن ينسفه فتى من بلاكلي.
من هم المشتبه بهم في"فريق تصفية" خاشقجي؟
فقام إيمون بالاتصال بجيمي هيل، وخلال المكالمة، قال والد إيمون (كان رجلاً نقابياً) إنه سيبلغ الاتحاد الدولي لكرة القدم والعالم كله بما حدث في مدينة كان الفرنسية.
وبعد أسبوعين تم ترتيب اجتماع في ألترينشام بين صديق مشترك لجورج وإيمون، وممثل لنادي الهلال، وإيمون.
سأله ممثل نادي الهلال ساخرا: "ماذا كنت تظن سيحدث لو بقيت في النادي؟"
أجاب إيمون : "ليس بوسعك المغامرة عندما يتعلق الأمر بأسرتك".
وبعد مناقشات حادة انتهى الاجتماع بمصافحة الجميع لبعضهم، وبعد ذلك بأسبوع أخليت مسؤولية إيمون وبات حراً في أن يلعب في انجلترا، بعد أن انتهت مغامرته في السعودية.
عندما عاد إيمون إلى إنجلترا، أفلس، لأنه لم يستطع الحصول على أمواله المودعة في بنك سعودي، فباع منزله في أولدهام وعاد للعمل في توزيع صحيفة مانشستر ايفيننغ نيوز. وأخيرا بدأ في اللعب مع ناد شبه محترف هو موسيلي.
ورغم تلك التحولات في حياته من الشمس الدافئة وحمامات السباحة في السعودية، إلى الرياح والأمطار في دوري الدرجة الأولى الشمالي في إنجلترا، إلا أنه كان سعيدا.
وفي عام 1979 فاز موسيلي بالدوري والكأس وانتقل إيمون لإيفرتون في الدوري الإنجليزي الممتاز مقابل 25 ألف جنيه استرليني، ثم انتقل إلى ويغان ولعب خمس مرات لفريق جمهورية أيرلندا ومن بينها مباراة ضد الفريق الإنجليزي في ملعب ويمبلي عام 1985، الذي لم يكن قد زارها منذ أن كان مشجعاً صغيراً. ويقول: "لم أشعر بالندم على الحياة التي قضيتها في السعودية، ولو لم تقع تلك الحادثة في المصعد بفرنسا، لبقيت في السعودية، وربما لم أكن سألعب أبدا لإيفرتون، أو حتى ربما لم أكن لألعب إطلاقا لصالح أيرلندا".
ظل الأمير عبد الله رئيسا لنادي الهلال حتى عام 1981 وظل راعيا له. وبعد إيمون كان الأجنبي الثاني الذي وقع مع النادي هو ،اللاعب البرازيلي ريفيلينو، الذي شارك في فوز بلاده بكأس العالم. وقد فاز النادي بالدوري الجديد الذي نظمه جيمي هيل عامي 1977 و1979، ويعد نادي الهلال الآن أحد أقوى الأندية في قارة آسيا.
وبخلاف عشقه لكرة القدم، فإن القليل هو ما يعرف عن الأمير عبد الله بن ناصر. وقد رفض المركز الحكومي السعودي للإعلام ونادي الهلال التعليق على قصة إيمون، ولم يكتب إلا القليل عن هذا الأمير الذي يعد واحداً من ضمن المئات من أحفاد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود.
وقد قال خبير سعودي لبي بي سي "هؤلاء الأشخاص يعيشون حياة محمية للغاية، في مجتمع يخلو من الصحافة الاستقصائية."
ولن تقول الحكومة السعودية ما إذا كان عبد الله حيا، ولكن موقع نادي الهلال يشير إلى وفاته. وقد قال صحفي شرق أوسطي لبي بي سي إنه توفي عام 2007 ويعتقد آخر أنه ربما توفي عام 2006.
ووفقا لوكيبيديا العربية فإن لعبد الله ثلاث زوجات وسبعة أبناء وكانت المرة الأخيرة التي شاهده فيها إيمون هو عندما وقع على ورقة سماها "خدعة العام" للتخلص من الأمير.
ويعيش حالياً إيمون بالقرب من مانشستر بعد أن تقاعد. وهو حاليا في حالة التعافي بعد أن تلقى علاجاً كيميائيا من السرطان عام 2017.
ظل إيمون لسنوات لا يحكي ما عاشه في السعودية، فهو لا يريد أن يجتر الأزمة أو يعرض نفسه لوصمة رهاب المثليين.
وبعد عودته للوطن كان قد رفض شيكا من صحفي بجريدة ليحكي ما حدث، ولكنه الآن وبعد أكثر من 40 عاما فإنه سعيد بإشراك الناس في تجربته، وقبل أي شيء آخر يريد أن يعرف زملاؤه الذين كانوا معه في فريق الهلال السعودي لماذا غادر وتركهم؟
ويقول إيمون :" لقد أحببت الوقت الذي قضيته في السعودية، كيف بوسعك ألا تحب الحياة على ذلك النحو؟"
وتابع اللاعب السابق قائلا: "أحببت فريق الهلال و زملائي، كل شيء هناك كان رائعا، لقد كنا سعداء".
وكتب إيمون منذ 8 سنوات سيرته الذاتية. ويلخص عنوان الكتاب حياة إيمون من فوق الحشيش الأخضر في نادي سانت كلير الكاثوليكي إلى المغامرة السعودية الحمراء.
كان عنوان الكتاب "أريد فقط أن ألعب كرة القدم".